Connect with us

اخبار السودان

جيش واحد أو الفوضى العارمة – السودان الحرة

نشرت

في


*ما هو طبيعي أن يكون لكل دولة جيشها الوطني بتعدد أفرعه أرضاً وجواً وبحراً، وأن يكون هذا الجيش حامي الوطن والذائد عن الأخطار الطارئة، وأن يكون جاهزاً عند إعلان النفير لكي يؤدي الواجب على الوجه الأكمل، كما يكون تسليحه بالأحدث والمتطور في صناعة السلاح إذا توافرت القدرات المالية.

*وعندما يكون الجيش على النحو الذي نشير إليه، فإن استقرار الدولة يتأمن وطمأنينة الشعب تتحقق. ولا تقتصر هذه الطمأنينة على طيف دون آخر؛ وذلك لأن المؤسسة العسكرية مثال على وحدة الوطن؛ إذ الأفراد من كل المناطق، وإن كانت هنالك نسبة منطقة تزيد أو تقل عن أُخرى. المهم أن التمثيل شامل، وبذلك تبدو المؤسسة العسكرية وكأنما هي البرلمان الثاني للوطن، مع خصوصية تتعلق بالجيش، وهي أن الفرد ينفِّذ أمر القيادة، في حين أن البرلماني ينشغل بالمناقشة أكثر. أما الذي ليس طبيعياً، فهو أن يكون في الدولة الواحدة أكثر من جيش، أو على وجه التحديد «جيش ثانٍ» أو «جيوش»، وفي هذه الحال تصبح الدولة في ارتباك ما بعده ارتباك، وينتهي الأمر بالوطن عرضة للمخاطر على أنواعها. كما أن «الجيش الآخر» أو «الجيوش» بتنوع تسمياتها لا تؤدي الدور الوطني المتعارف عليه، وإنما تصبح وسيلة من وسائل الذي يتزعمها للعبور إلى مفاصل الدولة بغرض الكسب أو تحقيق طموحات سياسية؛ أي بتحديد أكثر دقة يمارس ذلك المتزعم الدور كلاعب سياسي ببذلة عسكرية وقبضة سلاحية وابتكار «عقيدة» و«مبادئ» نضالية.

*ما نشير إليه بالنسبة إلى «الجيش الثاني»، أو «الجيش الآخر»، أنه كانت هنالك تجربة لم تكتمل، وتتمثل في السبعينات بما سُمي «سرايا الدفاع» ابتكرها الرجل الثاني القوي في النظام السوري رفعت الأسد شقيق الرئيس (الراحل) حافظ الأسد، الذي أنشأ هذا «الجيش» بالتسمية المشار إليها على أساس أنه للدفاع عن نظام شقيقه. وخطوة تلو خطوة بات هذا «الجيش» بالمئات، ثم بعشرات المئات، وصولاً إلى أنه أصبح يتجاوز الخمسين ألف فرد، كما بات مجهزاً بأحدث أنواع السلاح، ويتخذ من الإجراءات والمواقف ما توحي بأن ما يرمي إليه الشقيق رفعت الأسد هو أن يرث شقيقه حافظ بعدما وقف على الحالة الصحية الدقيقة للرئيس الشقيق غير المعلَن عنها، وفي ذلك يقتدي بصيغة كاسترو (فيديل) وشقيقه (راوول) الذي بعد اشتداد مرض شقيقه الرئيس التاريخي، تولى الحُكْم وبقي يترأس كوبا الدولة والجيش والحزب من عام 2008 وحتى عام 2018، مع ملاحظة أن كرسي رئاسته بدأ يهتز بعد رحيل الشقيق فيديل يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 الذي كان السند له الداعم لشرعيته.

*لكن ما سعى إليه الشقيق رفعت وخطط له لم يثمر؛ وذلك لأن الرئيس الشقيق وبمجرد أن بات الابن البكر (باسل) في الوضع الذي يؤهله لكي يرث الوالد حافظ، قام بخطوة كتلك التي يحاولون حديثاً الأخذ بها في العراق كعلاج لازدهار «الجيوش» التابعة لتجمعات «ميليشياوية» تملك كل أنواع السلاح، وذلك بإدماجها بالجيش الرسمي (الذي جنى على العراق حاكمه الأميركي بريمر بإلغاء هذا الجيش)، مع ما في الدمج من تعقيدات؛ إذ إن عقيدة الجيش الرسمي الوطني تتناقض مع عقيدة «الجيوش» الميليشياوية بتنوع تسمياتها وأغراض إنشائها، ومَن هو المنشئ ومبتغاه.

*ولقد تمثلت خطوة احتواء الرئيس الشقيق (حافظ) لـ«جيش» شقيقه رفعت بأنه أصدر قراراً في عام 1984، وبعدما كان «جيش رفعت» المسمى «سرايا الدفاع» الذي أنشأه عام 1971 بلغ من الشأن درجة المحاذير؛ يقضي بدمجه في الجيش الرسمي وتحت تسمية «الفرقة الرابعة» التي هي الحرس الجمهوري. وعملياً بات الرجل القوي الثاني في النظام منزوع الشأن كرقم طموح وصعب المراس باحثاً عن شأن جديد له في الحياة العامة. ومن هنا تصويبه نحو التطلعات المدنية كرجل أعمال خارج سوريا. وبقي النظام كما أراده صانعه الرئيس الأب حافظ يورثه إلى الابن الثاني الرئيس بشَّار بعد رحيل الابن البكر باسل في حادث مأساوي وهو في طريقه إلى المطار مسافراً. ومثل هذا التوريث كان ضمن «أجندة» الرئيس (الراحل) صدَّام حسين، وكان الابن البكر عدي اقتبس صيغة «سرايا الدفاع» تحت تسمية «فدائيو صدَّام»، لكن الأقدار كانت مأساوية هي الأُخرى؛ إذ عصفت الريح بالصدَّامية أباً وابنين (عدي وقصي) ونظاماً كاملاً، وبدرجة أكثر قساوة بكثير من العصف الذي أصاب رفعت الأسد وسراياه.
بعد أكثر من ثلاثة عقود تتجدد الحالة في لوحة السلطة في العالم العربي، ونجد في هذه اللوحة مشهديْن بالغَي التعقيد تهدأ أحوال المنطقة العربية في حال استنباط صيغة جذرية لهما: المشهد الأول يتمثل في أن «الجيش الثاني» في لبنان، ونعني بذلك قوات «حزب الله» ذات السلاح والتدريب المتوازي وربما بأهمية ما لدى الجيش الوطني، بدأ كحركة مقاومة في ظروف أوجبها العدوان الإسرائيلي على لبنان، لكنه بات ورقة في يد رمز قيادته تزيد نسبة التعقيد للأمور السيادية عند استعمالها. وحيث إن هنالك انفراجاً ملحوظاً في العلاقات السعودية – الإيرانية لا بد أنه سيترك مفاعيله على «حزب الله» في لبنان و«جيش» هذا الحزب؛ فإن الآمال معقودة على الأخذ بصيغة الدمج التي اعتمدها الرئيس حافظ الأسد لاحتواء «جيش» شقيقه رفعت، وبذلك يطوي لبنان الارتباك الذي يعيشه وينطلق من جديد في اتجاه القبول به وطناً مستكيناً، بدل احتوائه وطناً مسكيناً. هنا تستوقفنا المفردات المعدلة واللافتة في إطلالات السيد حسن نصر الله ما بعد الانفراج المتقدم بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران.

*وأما المشهد الثاني، فيتمثل في الذي يعيشه السودان منذ سنتيْن، وهو مشهد قريب الشبه بالذي حدث في سوريا، مع الأخذ في الاعتبار أن الحسم الذي جرى في سوريا وقضى باحتواء «جيش» الشقيق في الجيش الوطني، ليس من اليسير بمكان الأخذ به في السودان الراهن. وعلى هذا الأساس، فإن صيغة حُكْم الفريقيْن (بمعنى الرتبة العسكرية) عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي، ومحمد حمدان (دقلو) قائد «الجيش الآخر» المسمى «قوات الدعم السريع»، سائرة إلى مواجهة هي الأُولى من نوعها في السودان الذي أتعبته المغامرات الانقلابية.

*وهنا تكون ورقة السودان المدني الواقف بثبات وإجماع وصمود إلى جانب شرعية الجيش الرسمي للدولة، هي التي تحول دون الصدام الذي في حال حدوثه ستكون حرب الجيشيْن في السودان؛ جيش الدولة الرسمي والعريق، وجيش الظروف الطارئة المسمى «الدعم السريع»، كثيرة الشبه بحرب داحس والغبراء في الحد الأقصى، وحرب سودان الجنرال جعفر نميري ضد سودان الجنرال جون قرنق في الحد المقلق. ويكون السودان عرضة لما هو أعظم من انفصال جنوبه عن شماله.
والله الولي والمالك والمانع والهادي.

نقلاً عن الشرق الأوسط


شارك الخبر:

اخبار السودان

أثيوبيا ترفض خطابًا “غير مهنيًا” من وزارة الخارجية السودانية

نصحت الحكومة الإثيوبية الجنرالات بعدم التورط في مواجهات إضافية مع المجتمع الدولي

شارك الخبر:

نشرت

في

أثيوبيا – السودان الحرة

في تطور مثير، تلقت جمهورية أثيوبيا خطابًا منسوبًا إلى وزارة الخارجية السودانية يطلب فيه عدم التعامل مع مندوب الأمين العام للأمم المتحدة، فولكر بيرتس. وما لبثت الحكومة الإثيوبية أن رفضت هذا الخطاب واعتبرته غير مهني ولا يلتزم بقرارات مجلس الأمن. بالإضافة إلى ذلك، أعربت أثيوبيا عن شكوكها في أن يكون الخطاب صادرًا من حكومة السودان نفسها، معتقدة أنه قد يكون صدر بتصرف فردي لأحد الموظفين.

وفي موقف مؤثر، نصحت الحكومة الإثيوبية الجنرالات بعدم التورط في مواجهات إضافية مع المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن البلاد تمر بظروف تستدعي التعاون الدولي. هذا التطور الجديد يزيد من التوترات القائمة بين السودان وأثيوبيا، ويشير إلى عدم انسجام وجهات النظر بين الدولتين في الشؤون الإقليمية والدولية.

وبينما تتواصل التوترات بين البلدين، يبقى السؤال حول مدى جدية ومصداقية وزارة الخارجية السودانية في التعامل مع القضايا الدولية والإقليمية، وسط تزايد التحديات التي تواجهها المنطقة.

شارك الخبر:
أكمل القراءة

اخبار السودان

الجبهة الثورية السودانية تتهم القوات المسلحة بقصف الجوي لمنزل الدكتور الهادي إدريس في الخرطوم

تعرض منزل الدكتور الهادي إدريس، عضو مجلس السيادة ورئيس الجبهة الثورية، لهجوم جوي

شارك الخبر:

نشرت

في

الخرطوم -السودان الحرة

في تطور خطير، تعرض منزل الدكتور الهادي إدريس، عضو مجلس السيادة ورئيس الجبهة الثورية، لهجوم جوي استهدفه بواسطة طائرة حربية تابعة للقوات المسلحة السودانية. وقد تسبب القصف في تدمير أجزاء واسعة من المنزل والسيارات. وبفضل الله، لم يصب أي من سكان المنزل بأذى.

وبأقصى حدود الإدانة، تدين الجبهة الثورية هذا القصف الذي استهدف منزلًا سكنيًا، لا يوجد بجواره أي مواقع عسكرية. حيث استمر الدكتور الهادي إدريس في الإقامة به، يرابط مع مواطني الخرطوم، يعيش معهم معاناة الحرب ورعبها. وظل يسعى مع زملائه في قيادة الجبهة الثورية والقوى المدنية لإيجاد حل يقضي على الحرب ويعيد البلاد إلى الحلول السياسية الضرورية.

وتؤكد الجبهة الثورية السودانية موقفها الرافض للحرب واستمرارها. وتدعو أطراف النزاع إلى التحلي بالعقل والعودة إلى الحوار غير المشروط عبر منصة جدة، فهو السبيل الوحيد لتجنب البلاد خطر الدمار والخراب

شارك الخبر:
أكمل القراءة

اخبار السودان

اشتباكات عنيفة تنتهي بسيطرة الدعم السريع على مجمع عسكري

نشرت

في

السودان الحرة:

تصاعدت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع قرب قاعدة عسكرية ومستودعات وقود جنوب الخرطوم، حسبما أفاد شهود عيان لوكالة “رويترز”. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي لقطات حية تُظهر ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد في السماء.

وبعد ساعات من المعارك، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على المجمع العسكري. وذلك في ظل تصاعد القلق بين سكان العاصمة السودانية بسبب القصف العشوائي الذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا في الأحياء السكنية.

وتزايدت حدة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، اللذين يدخلان أسبوعهما الثامن، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص. وفي أحدث حادث، لقي أكثر من 18 شخصًا حتفهم وأصيب أكثر من 120 آخرين في حي مايو بجنوب الخرطوم، الذي يُعد أحد أكثر الأحياء اكتظاظًا بالسكان.

وتزايدت حالات القتل والإصابة في عدة مناطق أخرى، بما في ذلك مناطق “الحاج يوسف” و”الجريف” بشرق العاصمة، حيث استُخدمت القنابل المتفجرة في الأحياء السكنية.

ومع تدمير أكثر من 90% من مصانع السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية الأخرى، توقفت سلاسل إمداد الأسواق وأغلقت العديد من محلات البقالة بشكل كامل، مما يزيد من معاناة السكان ونقص المواد الأساسية

شارك الخبر:
أكمل القراءة

ترنديج

Copyright © 2017 Sudan Hurra TV, powered by 0.